الجمعة ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٦ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

٣ . الأهواء النّفسانيّة

مانع آخر للمعرفة هو «الأهواء النّفسانيّة»؛ لأنّ نفس الآدميّ، بمقتضى غرائزها، لها استحسانات واستقباحات لا توافق الواقع بالضّرورة، وتؤثّر على معرفتها به؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[١]. هذه الإستحسانات والإستقباحات التي تنبع من عواطف الآدميّ ولا توافق عقله، تخلق في ذهنه تفاؤلات وتشاؤمات تمنع عقله من الواقعيّة؛ لأنّ عقله في سياج حبّه وبغضه، لا يقدر على معرفة الحسن والقبيح، ويُدفع إلى اعتبار محبوبه حسنًا ومبغوضه قبيحًا؛ كما قالوا: «حُبُّ الشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ»[٢]؛ بمعنى أنّ حبّ الشيء قبل معرفته، يؤثّر على معرفته ويؤدّي إلى أن لا يُعرف قبحه؛ كما أنّ بغض الشيء قبل معرفته، يؤثّر على معرفته ويؤدّي إلى أن لا يُعرف حسنه. لذلك، فإنّ حبّ الشيء أو بغضه ليس معقولًا قبل أن يُعرف، وإنّما يكون معقولًا بعد معرفته؛ لأنّ حبّ الشيء هو باعتبار أنّه حسن، وبغض الشيء هو باعتبار أنّه قبيح، والحسن والقبح حقيقتان وراء نفس الآدميّ، ولا تتبعان مشاعره الدّاخليّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مشاعره الدّاخليّة ليست فقطّ لا تتلازم مع الواقع، بل تتعدّد بتعداد الآدميّين، وهذا لا يخلق شيئًا سوى التضادّ الذي يؤدّي إلى الفساد؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ[٣]. لذلك، يجب أن تكون رغبات الآدميّ خاضعة لمعرفته، ولا تكون معرفته خاضعة لرغباته؛ لأنّه إذا كانت معرفته خاضعة لرغباته، فعسى أن لا يرغب حقًّا فيعتبره باطلًا؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ[٤]، وقال: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ[٥]، بل ربما تشتدّ كراهية الآدميّ للحقّ إلى درجة يفضّل فيها الموت على قبوله؛ كالذين قال اللّه تعالى فيهم: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ![٦]

↑[١] . البقرة/ ٢١٦
↑[٢] . قال أبو عبيد (ت٢٢٤هـ) في «الأمثال» (ص٢٢٤): «هَذَا الْمَثَلُ يُرْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ»، وقد روي في بعض المصادر مرفوعًا، إلّا أنّ الوقف أشبه عندهم (انظر: الدّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطيّ، ص١٠٦).
↑[٣] . المؤمنون/ ٧١
↑[٤] . البقرة/ ٨٧
↑[٥] . الزّخرف/ ٧٨
↑[٦] . الأنفال/ ٣٢