الثلاثاء ١٤ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٣ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم التأمين في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

من هذا يتّضح أنّ المراد بـ«اليد» بالنسبة للّه تعالى هو قوّته؛ كما قال: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ[١]، يعني ذا القوّة؛ بالنّظر إلى أنّ امتلاك يد حقيقيّة لم يكن مزيّة لداوود عليه السّلام[٢]؛ كما أنّ الذين بايعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تحت الشجرة لم يشعروا بوجود يد حقيقيّة فوق أيديهم، ولذلك لم يفهموا من عبارة ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ[٣] إلّا أنّ قوّة اللّه فوق قوّتهم، والمراد بـ«الوجه» بالنسبة للّه تعالى هو ذاته؛ كما قال: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[٤]، يعني ذاته الجليلة الكريمة؛ بالنّظر إلى أنّه لا معنى لبقاء وجهه دون سائر جوارحه، وقال: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ[٥]، يعني أسلم ذاته للّه؛ بالنّظر إلى أنّه لا معنى لتسليم وجهه الحقيقيّ، والمراد بـ«العرش» بالنسبة للّه تعالى ليس سريرًا فوق السّماء قد اتّكأ عليه، بل هو كلّ خلقه الذي قد أحاط به؛ كما قال: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ[٦]، وقال: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا[٧]. من الواضح أنّ مثل هذا الفهم ليس فقطّ ما يقتضيه العقل، بل هو حاصل الجمع بين كلمات اللّه في القرآن، بل هو متبادر منها رأسًا؛ بالنّظر إلى أنّ اللّه قد أنزل القرآن للعقلاء، وهم لا يفهمون منه سوى هذه المعاني؛ لأنّهم، بمقتضى سيرتهم، يجمعون بين أجزائه المختلفة، ويفهمون مراده الجدّيّ بألفاظ مثل «اليد» و«الوجه» و«العرش» بسهولة، ولا يحملونها إلّا على المعنى الذي يناسب شأن اللّه. اللّبس في هذا المجال إنّما يدخل على السّفهاء الذين لا يفهمون كلمات العقلاء، ومن الواضح أنّهم ليسوا ممّن خاطبهم القرآن، وليس لهم أهليّة تأويله؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ[٨]، وقال: ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا[٩].

↑[١] . ص/ ١٧
↑[٢] . أراد أنّ ﴿ذَا الْأَيْدِ يعني «ذَا الْيَدِ»، فيعادل قول اللّه تعالى في آل إبراهيم عليهم السلام: ﴿أُولِي الْأَيْدِي (ص/ ٤٥)، وهذا مرويّ عن أهل البيت؛ كما عن محمّد بن مسلم، قال: «سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (ص/ ٧٥)، فَقَالَ: الْيَدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْقُوَّةُ وَالنِّعْمَةُ، قَالَ: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ، وَقَالَ: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ (الذّاريات/ ٤٧)، أَيْ بِقُوَّةٍ» (التوحيد لابن بابويه، ص١٥٣)، فجعل الأيد واليد واحدًا، وفيه وجوه أظهرها أنّ «الأيد» جمع يدٍ حُذفت منه الياء تخفيفًا، كما في قوله تعالى: ﴿مِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ (الشّورى/ ٣٢)، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ (ق/ ٤١)، ذكره الفرّاء وغيره (انظر: معاني القرآن للفرّاء، ج٢، ص٤٠٦؛ تفسير الماورديّ، ج٥، ص٨٣)، وحكى أبو عبد الرحمن، عن أبيه: ﴿دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِي، وكذلك حكى ابن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيديّ، عن أبي عمرو (انظر: جمال القرّاء لعلم الدّين السخاويّ، ص٥٩٦).
↑[٣] . الفتح/ ١٠
↑[٤] . الرّحمن/ ٢٧
↑[٥] . البقرة/ ١١٢
↑[٦] . البقرة/ ٢٥٥
↑[٧] . النّساء/ ١٢٦
↑[٨] . الأنعام/ ٩٨
↑[٩] . النّساء/ ٧٨